منتدى الولايات المتحدة العربية USAR

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الولايات المتحدة العربية USAR

فى بلادنا العربية من الطاقات البشرية،والمبادئ التشريعية ،والأخلاقية، والثروات الطبيعية مايؤهلنا للرفاهية وقيادة العالم ،فما الذى يحول بيننا وبين ذلك!هذه دعوة للعمل.


    أدلة وجوب الدعوة إلى الله؛ وأصولها

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 36
    تاريخ التسجيل : 23/06/2018

    أدلة وجوب الدعوة إلى الله؛ وأصولها Empty أدلة وجوب الدعوة إلى الله؛ وأصولها

    مُساهمة من طرف Admin السبت ديسمبر 01, 2018 10:56 am


    1- قال الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [108]} [يوسف: 108].
    فهذا النص عام مطلق في الزمان ليلاً ونهاراً.. ومطلق في المكان شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً.. ومطلق في الجنس العرب والعجم.. ومطلق في النوع الرجال والنساء.. ومطلق في السن الكبار والصغار.. ومطلق في اللون الأبيض والأسود.. ومطلق في الطبقات السادة والعبيد، والأغنياء والفقراء.
    2- قال الله تعالى: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [52]} [إبراهيم: 52].
    فالدعوة لهؤلاء الناس واجبة؛ لأن هذا الدين لكل الناس، والدعوة من هؤلاء إذا أسلموا واجبة؛ لأنهم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه.
    3- على كل أحد مسؤولية نشر الدين كلٌّ بحسبه، وأقل نصاب الدعوة حِفظ آية أو سنة، فمن حفظها لزمه إبلاغها.
    4- المسلمون قسمان:
    1- عالم يبين الحق بنفسه، ويدعو الناس إلى اتباعه، كما قال مؤمن آل فرعون: {وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ [38] يَاقَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ [39]} [غافر: 38- 39].
    2- مسلم لكنه غير عالم، فهذا يدعو الناس إلى اتباع الرسل والعلماء، كما قال الله عزوجل عن صاحب يس: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ [20] اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ [21]} [يس: 20- 21].
    فالكل يقوم بالدعوة إلى الله:
    العالم يبين الحق بنفسه، وغير العالم يرشد الناس إلى اتباع الرسل والعلماء الذين هم أعرف الخلق بالله.
    5- الدعوة واجبة على كل أحد كلٌّ بحسبه؛ لأنها أَمْر الله، كما أن الصلاة واجبة على كل أحد؛ لأنها أمر الله.
    وكانت العبادة والدعوة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم واجبة على كل الأمة، ثم صارت العبادة على الأمة، والدعوة على بعض أفراد الأمة، فضعفت العبادة، وبدأ الناس يخرجون من الدين، ولا يُصلح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها.
    فالعبادة والدعوة أمران واجبان على كل واحد من هذه الأمة بعينه:
    1- قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [77]} [الحج: 77].
    2- وقال الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [125]} [النحل: 125].
    6- الدعوة إلى الله مسؤولية كل الأمة، وحاجة كل فرد من الأمة، فبها تحصل الهداية، ويزيد الإيمان، ويزيد المؤمنون.
    قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [69]} [العنكبوت: 69].
    7- أمر الله المسلمين جميعاً بالاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله في الدعوة والعبادة والأخلاق وغيرها.
    1- قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [21]} [الأحزاب: 21].
    2- وقال الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [158]} [الأعراف: 158].
    8- الله سبحانه اجتبي هذه الأمة من بين الأمم، وتوَّجها بتاج الأنبياء، وهو الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
    قال الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ [110]} [آل عمران: 110].
    9- هناك فاصل زمني بين الإيمان ونزول الأحكام، وليس هناك فاصل بين الإيمان والدعوة إلى الله؛ لأن هذه الأمة مبعوثة كالأنبياء للدعوة إلى الله، وقد قام أوائل الصحابة رضي الله عنهم بالدعوة من أول يوم، وكان كل نبي يعلِّم أمته الإيمان ثم الأحكام، وأمر الله محمداً صلى الله عليه وسلم أن يعلِّم أمته الإيمان، ثم الدعوة، ثم الأحكام التي نزلت في المدينة؛ لأن هذه الأمة مبعوثة كالأنبياء.
    10- الله عز وجل وكَّلنا بنشر الحق في العالم، كما وكَّل الشمس بالإنارة، ووكَّل السحب بتوزيع الماء، ووكَّل الأرض بالإنبات.
    وهذه الثلاثة أدت الأمانة، فاستقامت الحياة الدنيا للخلق.
    ونحن إذا أدينا أمانة الدعوة إلى الله للبشرية استقامت دنياهم وأخراهم.
    فالنور للعالم كله، والماء للعالم كله، والنبات للعالم كله، والحق للعالم كله، والقرآن للعالم كله، والإسلام للعالم كله.
    قال الله تعالى: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [52]} [إبراهيم: 52].

    *فضائل الدعوة إلى الله:

    1- قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [33]} [فصلت: 33].
    2- وقال الله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [104]} [آل عمران: 104].
    3- وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [69]} [العنكبوت: 69].
    4- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدىً كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئاً، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئاً». أخرجه مسلم.
    5- وَعَنْ سَهْل بن سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ أبِي طَالِبٍ يَوْمَ خَيْبَرَ: «انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلامِ، وَأخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ الله فِيهِ، فَوَالله لأنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِداً، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ». متفق عليه.

    *ثمار الدعوة إلى الله:

    يكرم الله عز وجل كل من يقوم بالدعوة إلى الله على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم بالأجور العظيمة، والثمار الكبيرة، فبسبب الدعوة تحصل للداعي الهداية والاستقامة، وزيادة الإيمان، وزيادة العمل الصالح، وحسن العمل، وتنوع العمل، وكثرة العمل، وكمال اليقين، ويحصل للداعي من الأجر بقدر مَنْ دعاه من الناس، وله مثل أجر من اهتدى بسببه.
    ويكرم الله كل داع إلى الله بأمور، منها:
    أن الله يعزه وإن لم تكن عنده أسباب العزة كما أعز بلالاً وسلمان رضي الله عنهما.
    ويجعل الله أعمال الدين كلها محبوبة لديه، يقوم بها، ويدعو إليها.
    ويجعل الله له محبة في قلوب الخلق وهيبة وإجلالاً.
    ويطوي بساط الباطل من حوله، ويؤيده بنُصرة غيبية من عنده، ويستجيب دعاءه، ويرزقه الجنة في الآخرة.
    فالدعوة إلى الله جمعت المحاسن كلها، والأجور كلها، والفضائل كلها.
    ولأهمية الدعوة إلى الله قام الله بها، وشرَّف رسله بالقيام بها، وامتن على هذه الأمة حين كلفهم بها.
    1- قال الله تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [25]} [يونس: 25].
    2- وقال الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [108]} [يوسف: 108].
    3- وقال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [33]} [فصلت: 33].

    *أصول الدعوة إلى الله:

    كما أن للعبادة أصولاً فكذلك للدعوة أصول أهمها:
    1- إخلاص العمل لله، والدعوة إلى الله على طريقة رسوله صلى الله عليه وسلم.
    2- دعوة الناس جميعاً إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، مع حسن القول، وحسن العمل، وإنزال الناس منازلهم.
    3- دعوة الناس إلى الإسلام في كل مكان، في المدن والقرى والأسواق والبيوت وغيرها.
    4- القيام بالدعوة إلى الله في كل وقت من ليل أو نهار، فالعبادة كالصلاة والصيام لها أوقات، لكن الدعوة مشروعة في كل وقت، وفي كل مكان.
    5- القيام بالدعوة في جميع الأحوال، حال الأمن والخوف، وحال الشدة والرخاء، وحال الغنى والفقر.. وهكذا.
    6- عدم أخذ الأجر على الدعوة؛ لأن أجر الداعي على الله.
    7- نقوم بالدعوة بصفة الإحسان، ولا نسأل الناس أجراً، كالشمس طبعها النور والعموم وتنير للناس بلا أجر.
    8- يكون الداعي قدوة حسنة للناس في سيرته وسريرته وصورته.
    9- عرض الدين على الناس بالرفق واللين والرحمة والتواضع، مع الدعاء لهم بالهداية، وعدم احتقار أحد من الناس، ونتحمل منهم كل أذى في سبيل الله.
    ومن أعظم أصول الدعوة:
    دعوة الناس إلى التوحيد والإيمان وعبادة الله وحده لا شريك له، ونفي تأثير المشاهدات، وتصديق الغيبيات، ونفي المخلوق، وإثبات الخالق، وتجاوز الخلق إلى الخالق، والصور إلى المصور.
    ونفي جميع الطرق، وإثبات طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في جميع الأحوال.
    وتوجيه الناس من الدنيا إلى الآخرة.. ومن العادات إلى السنن النبوية.. ومن تكميل الأموال والشهوات إلى تكميل الأيمان والأعمال الصالحة.. ومن محبوبات النفس إلى محبوبات الرب.. ومن جهد غير الرسول إلى جهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
    وإذا قام الإنسان بالدعوة إلى الله بهذه الأصول تعرض للابتلاء والأذى، فعليه أن يصبر ويعفو ويستغفر، ويلين ولا يكون فظاً غليظاً؛ لئلا ينفِّر الناس.
    1- قال الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [125]} [النحل: 125].
    2- وقال الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [159]} [آل عمران: 159].
    3- وقال الله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ [60]} [الروم: 60].

    *حكمة بعثة الأنبياء والرسل:

    بعث الله الأنبياء والرسل بثلاثة أشياء:
    بالدعوة إلى الله.. وتعريف الطريق الموصل إليه، وبيان ما للناس بعد القدوم عليه.
    فالأول بيان التوحيد والإيمان.. والثاني بيان أحكام الشرع.
    والثالث بيان اليوم الآخر وما فيه من الثواب والعقاب، والجنة والنار.
    1- الدعوة إلى الله تكون أولاً بتعريف الناس بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله، وكمال عظمته وقدرته، وجميل إحسانه إلى خلقه.
    فنبين للناس أن الله هو العظيم وحده ليعظموه، وأنه الكبير وحده ليكبروه، وأنه القوي وحده ليخافوه، وأنه الكريم وحده ليحبوه، وأنه المعطي وحده ليسألوه، وأن خزائنه مملؤة ليقفوا ببابه وحده.. وهكذا.
    ونبين أنه سبحانه هو الخالق وحده وما سواه مخلوق، وهو المالك وما سواه مملوك، وهو الرازق وما سواه مرزوق، وهو الغني وما سواه فقير إليه.. وهكذا.
    ونبين أن الله وحده بيده كل شيء، وكل ما سواه ليس بيده شيء، له الخلق والأمر، وله الملك والحمد، وهو على كل شيء قدير.
    ونبين للناس أن الله وحده هو المستحق للعبادة وحده دون سواه.
    وإذا عرف الناس كمال أسماء الله وصفاته، وكمال عظمته وقدرته، وسعة رحمته وعلمه، وعظمة آياته ومخلوقاته، وجزيل نعمه، آمنوا بالله وعظموه وأحبوه وأقبلوا على طاعته وعبادته.
    ثم نبين بقية أركان الإيمان كالإيمان بالملائكة والكتب والرسل ليقوى التصديق بالغيب.
    فهذه أول المراتب وأعظمها وأحسنها، وأعلاها.
    1- قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [33]} [فصلت: 33].
    2- وقال الله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [22] هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [23] هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [24]} [الحشر: 22- 24].
    3- وقال الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ [19]} [محمد: 19].
    2- ثم يلي الدعوة إلى الله الدعوة لبيان اليوم الآخر وما فيه من البعث والحشر، والصراط والميزان، والجنة والنار؛ ليرغَب الناس في الإيمان والطاعات، ويتركوا الكفر والمعاصي، ويتنافسوا في الأعمال الصالحة.
    1- قال الله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ [14] فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ [15] وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ [16]} [الروم: 14- 16].
    2- وقال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [72]} [التوبة: 72].
    3- وقال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ [68]} [التوبة: 68].
    3- ثم يلي ذلك الدعوة لبيان أحكام الدين وشرائعه، ببيان الحلال والحرام، والواجبات والسنن، والعبادات والمعاملات، والحقوق والحدود.
    وهذا كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة.
    ففي مكة كانت الدعوة إلى الله وإلى اليوم الآخر، ومكارم الأخلاق، وبيان أحوال الرسل مع أممهم.
    وفي المدينة أكمل الله الدين بالأحكام الشرعية، فتقبَّلها من آمن بالله واليوم الآخر، وشَرِق بها الكافر والمنافق، ثم دخل الناس في دين الله أفواجاً، وكمل الدين.
    1- قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3].
    2- وقال الله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ [1] وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا [2] فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا [3]} [النصر:1- 3].
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 36
    تاريخ التسجيل : 23/06/2018

    أدلة وجوب الدعوة إلى الله؛ وأصولها Empty ( الذكاء العاطفي والاجتماعي في القرآن الكريم )

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة يناير 25, 2019 7:52 am




    *مواضيع النقاش:

    -النفس الانسانية وطبيعة وماهيّة العاطفة في القرآن الكريم
    -أنواع الذكاءات المذكورة في القرآن الكريم
    -القيم التربوية وأثرها في توجيه السلوك ( دور الاسرة والمدرسة والمجتمع في تنميتها بما جاء في القرآن الكريم)
    -هل تساعد مناهجنا الاسلامية على تخريج طالب يتمتع بالذكاء العاطفي والاجتماعي ؟
    -أليّات وبرامج فعالة مقترحة لتطوير وتنمية   الوعي العاطفي والذكاء الاجتماعي مستندا إلى ما ورد في القران الكريم


    المحور الآول :
    طبيعة النفس الانسانية :
    لا يعلم طبيعة النفس الانسانية  إلا الله عز وجل ، وهي المصدر الاساسي للسلوك ، تكمن فيها معرفة الله عز وجل
    ” وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذريّتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى شهدنا ، أن تقولوا يوم القيامة إنّا كنّا عن هذا غافلين ” الأعراف 172
    ومعرفة الخير والشر :
    ” ونفس وما سوّاها * فألهمها فجورها وتقواها *قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دسّاها ” الشمس الآيات (7-10)
    وتكمن فيها أيضاً النيّة والارادة والتحمّل :
    ” واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ولاتعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرُطا ” سورة الكهف  آية 28
    والنفس الانسانية تقبل التزكية وترفضها :
    ” ونفس وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها” الشمس آية 7
    وهي ذات طبيعة متغيّرة بتغيّر عدة عوامل منها النضج والبيئة وغيرها … ولكي يكون التغيير ايجابياً يجب مراعاة عدّة أمور منها

    1) تكوين صورة ذات إيجابيّة
    2) التقدير الايجابي للذات  والذي يمكن زيادته من خلال :
    الأسرة ، المدرسة  ، الأصدقاء ، المجتمع ، الاعلام
    مراتب النفس الانسانيّة :
    مراتب النفس الانسانية Sadالأمّارة بالسوء)
    ماهيّتها : (النفس الشهوانيّة  ، العدوانيّة ، الأنانيّة )
    دليلها من القرآن :” وما أبرّئ نفسي إنّ النفس لأمّارة بالسوء إلا ما رحم ربّي إن ربي غفور  رحيم” يوسف 53
    مراتب النفس الانسانية Sadاللوّامة)
    ماهيّتها : تراجع نفسها وتحاول العودة به إلى الحق والاستغفار والطريق المستقيم ( تفعل الذنب ثمّ تلوم عليه )

    دليلها من القرآن : ” لا أقسم بيوم القيامة * ولا أقسم بالنفس اللوّامة ” القيامة آية (1-2)
    مراتب النفس الانسانية : المطمئنّة
    ماهيّتها : أرقى مراتب النفس بإيمانها بالله وملائكته وكتبه ورسله زاليوم الآخر والقدر خير وشرّه
    وهي تعادل في الذكاء العاطفي الذات الايجابية والمتسامحة والقادرة على فهم الاخرين وتعادل الرضا عن الذات وقبولها
    دليلها من القرآن :” يا أيّتها النفس المطمئنّة * ارجعي إلى ربّك راضية مرضية * فادخلي في عبادي * وادخلي جنّتي ) الفجر( 27-30)

    ماهيّة العاطفة في القرآن :

    ⚛️ أنواع العواطف Sadعاطفة الاشفاق والألم المعنوي )
    دليلها من القرآن:” لعلّك باخع نفسك الا يكونوا مؤمنين”  الشعراء آية 3
    كيفيّة تنميتها : تعزيز عواطف الشفقة ومشاركة الاخرين أحزانهم وآلامهم

    ⚛️ أنواع العواطف :عاطفة الخوف
    دليلها من القرآن:” فأوجس في نفسه خيفةً موسى “طه67
    كيفيّة تنميتها  : تهيئة الاطفال وتدريبهم نفسيا لقبول الصدمة حتى لا يكونوا عرضة للاكتئاب والفراغ العاطفي
    ⚛️ أنواع العواطف :عاطفة الحزن
    دليلها من القرآن:” أفمن زيّن له سوء عمله فرءاه حسناً فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إنّ الله عليمٌ بما يصنعون” فاطر  آية8
    دليلها من القرآن:” مشاركة الآخرين أحزانهم والتعاطف معهم

    ⚛️ أنواع العواطف :عاطفة الحب
    دليلها من القرآن: “إن هي إلاّ أسماءٌ سمّيتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى “النجم آية  23
    كيفيّة تنميتها  : توجيه الطفل لحب الخير وحب الآخرين بعيداً عن الهوى النفسي المخالف للشريعة وذلك بأساليب مقنعة بعيدة عن الغلظة لتأليف قلوبهم
    ⚛️ أنواع العواطف :عاطفة الميل النفسي (الرغبة ، الشهوة ، تذوق الطعام والشراب ، الشعور المعنوي بالتعب والجهد، الشح والبخل ، النوايا والهواجس )”قد افلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون ..” المؤمنون (1- 9)
    دليلها من القرآن: “فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين”
    آل عمران 159
    “وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعلم مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ” ق 16
    “يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وأنتم فيها خالدون” الزخرف 71كيفيّة تنميتها  : توجيه الأبناء الى العواطف الإيمانية والمتعلقة بالميل النفسي والبعد عن الشهوات غير المرغوبة وإبدالها بالشهوات المسموح بها ، وتنمية عواطف الكرم والنوايا الحسنة والحلال من الطعام والشراب.

    المضامين التربويّة للانفعالات في التربية الاسلامية

    المضمون : وعي المسلم بانفعالاته ومشاعره
    دليلها من القرآن ” قد نعلم إنّه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لايكذّبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون*ولقد كذبت رسلٌ من قبلك فصبروا على ما كذّبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدّل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين ” ( 33-34) الانعام
    المضمون : اللجوء إلى الله تعالى وبث مكنونات الذات وآلامها وأحزانها بين يديه سبحانه
    دليلها من القرآن ” قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ” 86 يوسف

    المضمون : معالجة الانفعالات من خلال الفعل والكف في ظل أهداف سامية
    دليلها من القرآن ” فرجع  موسى إلى  قومه غضبان أسفا ….” طه 86
    المضمون : التكيّف مع الانفعالات من خلال الالتزام بالضوابط الشرعيّة
    دليلها من القرآن ” لكيلا تأسوا على ما فاتكم  ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور ” الحديد 23

    توجيه الانفعالات نحو التعاطف مع الآخرين
    مكانة المهارات الاجتماعية في التربية الاسلامية

    تأكيد المحبة ونبذ الهجران والتنافر

    الدعوة للتكاتف والتواصل والتماسك في المجتمع المسلم

    بيان مكانة الرفق في الاسلام

    المحور الثاني:
    أنواع الذكاءات المذكورة في القرآن الكريم / الذكاء العاطفي

    سنتحدث عن تعريف الذكاء العاطفي بشكل عام ثم نتطرق  إلى وجهة النظر الاسلامية :
    تعددت التعاريف حول الذكاء العاطفي ومنها :

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 36
    تاريخ التسجيل : 23/06/2018

    أدلة وجوب الدعوة إلى الله؛ وأصولها Empty #أيقظ عواطفك الذكية#

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة يناير 25, 2019 8:38 am


    خلال إبحار سفننا في هذه الحياة لا بد أن نتوقف للحظات لنراقب ما يتولد في أعماق نفوسنا من مشاعر وأحاسيس متقلبة بين سعادة وحزن، سكينة وقلق، رضا واستياء ..والسؤال المطروح دائماً: هل بمقدورنا أن ندير مشاعرنا وانفعالاتنا بالشكل الأمثل ؟
    والجواب : بالطبع نعم.
    وذلك لأن الإدارة الناجحة لعواطفنا ومشاعرنا هي أساس الإرادة وأساس النجاح الشخصي، ومن هنا فإن إدارة هذه العواطف يعتبر تحدياً خطيراً، فالمشكلة ليست في الحالة العاطفية والشعور نفسه بل في سلامته والتعبير عنه، يقول أرسطو أن يغضب أي إنسان، فهذا أمر سهل..لكن أن تغضب من الشخص المناسب، وفي الوقت المناسب، وللهدف المناسب، وبالأسلوب المناسب ..فليس هذا بالأمر السهل..)
    من هنا بدأ العلماء في توسيع النظرة الضيقة لفهم مشاعر الإنسان، مُطلِقين مستقبلاً جديداً لتعايش الإنسان مع أحاسيسه ومشاعره وبالتالي انعكاس ذلك على حياته الخاصة وعلاقاته مع الآخرين ، وأطلقوا على هذه الثورة الجديدة مصطلح الذكاء العاطفي.

    ما هو الذكاء العاطفي؟
    استخدم تعبير الذكاء العاطفي من أجل وصف الخصائص العاطفية اللازمة لتحقيق النجاح وهي:
    1- ضبط المزاج. 2 - تحقيق محبة الآخرين.
    3- المثابرة أو الإصرار.
    4 - التعاطف أو الشفقة.
    5- التعبير عن المشاعر.
    6 - حل المشكلات بين الأشخاص.
    7- القابلية للتكيف. 8 - المودة والاحترام.

    حدثنا السيد دانييل جولمان مؤلف كتاب الذكاء العاطفي عن قصة واقعية حدثت معه : " في أحد الأيام حيث كان يشعر ببعض التوتر والتعب، وفي طريق العودة إلى منزله وعند صعوده الحافلة، استقبله سائق الحافلة بابتسامة لطيفة وكلمات طيبة ..ومن ثم سمعه يرحب بكل راكب بعبارات منعشة: مساء الخير، طابت ليلتك يا أخي، ومع أن السائق غالباً لا يحظ بالاهتمام الكافي من الركاب إلا أن شعوراً عاماً بالارتياح بدأ يسري سريعاً كالعبير العطر في أرجاء الحافلة وبدأ ملامسة قلب كل راكب"..هذه القصة حدثت بالفعل مع دانييل جولمان وقد اعتبر هذا السائق مصلحاً ورسول سلام يجوب الشوارع لأنه نشر دون أن يدري فيروس المشاعر الطيبة، وغيّر بعباراته الإيجابية وابتسامته اللطيفة تعباً وتجهماً كان مرسوماً على وجوه راكبي حافلته. ....

    ومع كل التقدم العلمي والتطور المعرفي الذي شهدته الإنسانية وسعيها الدائم على رفع مستويات التعليم الأكاديمي، وخفض معدلات أمية القراءة والكتابة إلا أن أمية عالمية جديدة قد تغزو مستقبلاً العقول والقلوب إذا لم نتحكم بعواطفنا ومشاعرنا ..إنه شبح الأمية العاطفية الذي يسهل القضاء عليه إذا عرفنا أسبابه وعلاجه المتمثل في تحكمنا بمشاعرنا وأحاسيسنا وامتلاكنا لكفاءة عاطفية ومناعة نفسيةعصبية.

    *التطبع أقوى من الطبع !!
    من الأمثلة العربية القديمة (الطبع غلب التطبع) لكن إذا بقي هذا الطبع متحكماً في الأعصاب ومستنزفاً للطاقات العاطفية فهل نسلّم الأمر له ليبقى قدراً محتوماً ومزعجاً لنا طيلة الحياة, أم يجب علينا أن نتعلم أسلوباً آخراً لنتغلب على هذا الوضع؟!
    معظم الناس تتشكل المعالم الأساسية لشخصيتهم عند بلوغ السادسة إلا أن التجارب والأبحاث أثبتت بأن للجهد البشري دور هام في تشذيب وتغيير بعض المعالم الشخصية، فكم من الأشخاص استطاع تغيير نظرته في الحياة أو نظرته إلى العالم وحتى نظرته إلى عقيدته ليعود إلى رشده وصوابه ..وليرفع عالياً الشعار القائل "باستطاعتك التغيير
    حاجة الإنسان إلى التعاطف على المستوى النفسي تماثل حاجته إلى الهواء والماء والطعام على المستوى الجسدي.
    إن الإنسان الذي يجيد التعاطف مع الآخرين يجذبهم إليه، فالناس عادة يبحثون عمن يتعاطف معهم، وقد قرأت قصة عن سيدة اضطرت لإجراء عملية جراحية خطيرة، فجاؤوا لها بأفضل جراح في المدينة، وأخذ يشرح لها عن خطورة العملية، وعندما أخذت تبكي نهرها بقسوة وقال لها: إذا أردت أن تبكي فابحثي عن جراح آخر، فما كان منها إلا أن طردته، وطلبت من جراح آخر أقل منه مهارة أن يجري لها العملية. لقد عرضت حياتها للخطر، وفي هذه القصة أكبر دليل على أهمية التعاطف في حياة الإنسان, فإننا ننجذب فطرياً إلى الأشخاص الذين يتفهمون مشاعرنا ونعرض عن الأشخاص الذين لا يشعرون بنا، ولكي ينجح الإنسان في قراءة مشاعر الآخرين يجب أن يكون قادراً على قراءة مشاعره وتأثيرها على تصرفاته، عندها يستطيع أن يجري القراءة المعاكسة، وأن يعرف مشاعر الآخرين من خلال تصرفاتهم.
    إن من أهم حاجات الإنسان في هذا الوجود حاجته إلى أن تقدر مشاعره من قبل الآخرين ويعتمد تقدير المشاعر على ثلاثة أمور:
    إدراك المشاعر: فأنت ترتاح للشخص الذي يراك منزعجاً فيقول لك (أراك منزعجاً بشدة).
    تفهم المشاعر دون الحكم عليها: نحن نشعر بالارتياح أيضاً، عندما يتفهم الآخرون مشاعرنا دون أن يبدوا رأيهم فيها، كأن نسمع مثلاً: (أدرك تماماً أن هذا الأمر مزعج بالنسبة لك).
    التعاطف: وهو كما سبق ذكره الإحساس بمشاعر الآخرين، ويمكن التعبير عن ذلك بعدة طرق منها مثلاً أن يقول الشخص الذي يريد التعاطف مع شخص آخر (أفهم تماماً ما تشعر به، فقد مررت بهذا من قبل).


    • التأكد أنّه بإمكاننا معالجة ذلك الأمر، ليس الآن فقط بل في المستقبل أيضا: لابد من أننا نرغب في التأكد من أننا نستطيع التعامل مع هذه العاطفة بسهولة في المستقبل، والطريق إلى ذلك سهل إذا تمرنا على معالجة الأوضاع التي تأتينا في هذه الحالة، وراقبنا حواسنا تماماً ودربناها على الثقة واليقين عندما نرى ونسمع ونشعر بأنفسنا ونحن نعالج هذا الوضع الذي سينقلنا إلى حالة شعورية مقرونة بسلوك لطالما تطلعنا إلى ممارسته، وإن تكرار ذلك بحدة عاطفية سيمكننا من التعامل مع مثل هذه التحديات بسهولة أكبر بإذن الله تعالى.
    • الاندفاع واتخاذ القرار والقيام بالعمل اللازم: إذا حددنا ماهية مشاعرنا الحقيقية، وتصورنا كيف يمكننا تغيير الأمور بإتباع هذه الاستراتيجية الناجحة التي سبق لنا أن اتبعناها في الماضي للتعامل مع هذه العاطفة، وتمرنا على أسلوب معالجتها في وضعيات مستقبلية، فإن الخطوة النهائية واضحة ومثيرة ملخصها في المبادرة الفعلية أي الاندفاع واتخاذ الإجراء الفوري اللازم، مثبتين فعلياً معالجتنا لهذا الوضع وامتلاكنا لزمام أمور هذه العواطف الطائشة التي قد تحدد من قدراتنا أو تأسر طاقاتنا.نحن أغنياء! وداعاً للكآبة.

    يقول هارولد أبوت: "كنت كثير القلق، حتى ذلك اليوم الربيعي حيث نزلت لأسير في الشارع عندما وقعت عيناي على الشخص الذي أزال كل همومي. حدث هذا في عشر ثوان فقط، عشر ثوان علّمتني عشر سنوات سابقة! كيف أدير محل بقالة منذ سنتين لكن لسوء الحظ، لم أخسر كل مدخراتي فحسب بل كنت غارقاً في الدين. والحقيقة أنه تم إغلاق دكاني منذ أيام وكنت في طريقي إلى البنك لاقتراض بعض المال يمكنني من الذهاب إلى المدينة للبحث عن عمل هناك.
    ضاقت خطواتي، وأنا أمشي مع الهم والإحباط وفقدت كل عزيمتي وإيماني. ولكن فجأة، شاهدت رجلاً قادماً نحوي في الشارع، رجلاً لا يملك قدمين كان جالساً على منصة خشبية صغيرة مجهزة بدواليب وكان يدفع نفسه بجانب الطريق مستخدماً قطعة من الخشب بكل يد، التقينا تماماً بعد أن عبر الطريق وكان بصدد رفع نفسه بعض البوصات من الحافة إلى الرصيف. وعندما كان يُميل قطعة الخشب قليلاً ليضعها على كتف الرصيف التقت عيناي بعينيه.
    حياني بابتسامة عريضة ثم قال بحماس: "صباح الخير ياسيدي! يوم جميل حقاً، أليس كذلك؟"
    وفيما أمعنت النظر فيه، أدركت فجأة بأنني غني جدا، فأنا أملك قدمين وأمشي. خجلت من إشفاقي على نفسي وفكرت: "إذا كان بإمكانه أن يكون سعيداً وبشوشاً ومنتصراً دون قدمين، فمن المؤكد أنني أستطيع ذلك، أنا صاحب القدمين الكاملتين" كنت وقتها أنوي أن أطلب مائتي دينار! كنت أنوي أن أقول بأنني أريد الذهاب إلى المدينة للبحث عن عمل، لكنني أعلنت الآن بثقة تامة بأنني ذاهب إلى المدينة لأحصل على عمل هناك! وحصلت على القرض وحصلت على العمل!
    الكلمات التالية وضعتها في غرفتي في مكان بارز لأقرأها كل صباح:
    "كنت كئيباً لأني لا أملك حذاءً، إلى أن التقيت في الشارع برجل لا يملك قدمين"


    ماذا تختار الجنة أم النار؟!

    "يحكى أن يابانياً من المحاربين الساموراي أراد أن يتحدى أحد الرهبان ليشرح له مفهوم الجنة والنار، لكن الراهب أجابه بنبرة استهزاء: "أنت تافه ومغفل، أنا لن أضيع وقتي مع أمثالك..!"
    أهان الراهب شرف الساموراي، الذي اندفع في موجة من الغضب، فسحب سيفه من غمده وهو يقول: (سأقتلك لوقاحتك..) أجاب الراهب في هدوء (هذا تماماً هو الجحيم..) هدأ الساموراي وقد روعته الحقيقة التي أشار إليها الراهب حول موجة الغضب التي سيطرت عليه، فأعاد السيف إلى غمده، وانحنى للراهب شاكرا له نفاذ بصيرته، فقال له الراهب : (وهذه هي الجنة)"هكذا كانت يقظة الساموراي المفاجئة، وإدراكه لحالة التوتر التي تملكته، والعبرة التي يمكننا استخلاصها من هذه القصة أن تصرفاً حاسماً كاد يمتد بين الطرفين بعد أن سيطر على الساموراي شعورٌ اقترب إلى مرحلة الغضب العليا مما جرفه بعيداً عن التعقل، وهنا يأتي دور هذه القصة العملي في حياتنا حين نتقن فن اكتشاف مشاعرنا في الوقت المناسب دون الانجراف بتصرف لا تحمد عقباه، ومع أن مثل هذه التدريبات النفسية قد لا تبدو للوهلة الأولى سهلة إلا أنها لا تصنف مع المستحيلات، لذا ماذا لو عبرنا بقوة إلى فضاء التفوق العاطفي وتحكمنا بثرواتنا العاطفية كما امتلكها بطل القصة السابقة؟
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 36
    تاريخ التسجيل : 23/06/2018

    أدلة وجوب الدعوة إلى الله؛ وأصولها Empty ■طريق الإصلاح الجذرى فى أمتنا■

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مايو 26, 2020 6:20 pm


    ماهو طريق الإصلاح لما وقع فى أمتنا من خراب وفساد ؟
    الطريق جِدُّ واضحة لاتحتاج إلى فلاسفة ولامتعمقين فى السياسة والمناظرة .
    نحن محتاجون أن نحب الله،وأن نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الحبَّ الذى يستغرق علينا مشاعرنا واهتماماتنا أكثر من أى شيئ آخر.
    لامخرج من المشكلات التى تعصف بنا إلا أن نتآلف، وتمتد فيما بيننا جسور المحبة والود، وطريق ذلك أنّ تفيض قلوبنا بمحبة الله سبحانه وتعالى، ومن ثَم بمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم.
    وحب الله تعالى يكون بجعل كل مراداتٍ الله وأوامرِه مُقَدَّمةً على كل حب لأب أو أم ، أو تجارة، أو عمارة، أو مال أو عيال.
    (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
     وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار".
    *لا بد للمؤمن أن يتعلق بالله تعالى كما يتعلق الطفل الصغير بأمه، فلا يرى غيره ولا ينظر نظر رجاء ورغبة إلي أحد سواه( إنا إلى الله راغبون)،( إنا إلى ربنا راغبون ) ؛إذا أراد شيئاً عليه أن يهرع إلى الله تعالى بالدعاء،والافتقار. نعم إنما تتعلق قلوبنا بالله تعالى باستشعار وجوده ورحمته لنا في أي محنة نتعرض لها، سواء في مرض عضوي أو نفسي، فالدعاء أكرم العبادة على الله خاصة فى الصلاة، ولِيعلم العبد أن الله سبحانه وتعالى لا يرد الدعاء، ولايخيب من قصده بصدق، ورجاه بحق؛
    كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله حي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين ".
    كيف لا يُحَبُّ تبارك وتعالى وقد خلقنا من العدم، وربانا بالنِّعم، وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة؛ قال الله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴾ ، تذكر وتدبر نِعَمَ الله عليك، فإذا هي تغمرك من فوقك ومن تحتك، وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها.
    { اللَّهُ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَآءَ بِنَآءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبٰتِ ۚ ذٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعٰلَمِينَ).
    كيف لايحب وله الأسماء الحسنى والصفات العُلَا ..وأسماؤه وصفاته حق على حقيقتها.
    هُوَعَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، الَّذِي اسْتَوَى فِي عِلْمِهِ مَا أَسَرَّ الْعَبْدُ وَمَا أَظْهَرَ،وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِثْقَالُ ذرة في السموات وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ، يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا.
    رَحْمَنُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَرَحِيمُهُمَا الَّذِي كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ، وَسِعَتْ رَحْمَتُهُ كُلَّ شَيْءٍ وَبِهَا يَتَرَاحَمُ الْخَلَائِقُ بَيْنَهُمْ وبها ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه، وهو أرحم بنا من أمهاتنا؛ فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذلك لمحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
    الْمَلِكُ الْحَقُّ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا شَرِيكَ لَهُ فِي مُلْكِهِ وَلَا مُعِينَ،ولا وزير ولا مشير. الْمُتَصَرِّفُ فِي خَلْقِهِ بِمَا يَشَاءُ مِنَ الْإِعْزَازِ وَالْإِذْلَالِ وَالْإِحْيَاءِ وَالْإِمَاتَةِ وَالْهِدَايَةِ وَالْإِضْلَالِ، لَا رَادَّ لِقَضَائِهِ وَلَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ، أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ.
    الْقُدُّوسُ الَّذِي اتَّصَفَ بِصِفَاتِ الْكَمَالِ، وَتَقَدَّسَ عَنْ كُلِّ نَقْصٍ وَمُحَالٍ، وَتَعَالَى عَنِ الْأَشْبَاهِ وَالْأَمْثَالِ، حَرَامٌ عَلَى الْعُقُولِ أَنْ تَصِفَهُ وَعَلَى الْأَوْهَامِ أَنْ تُكَيِّفَهُ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.
    الْمُؤْمِنُ الَّذِي آمَنَ أَوْلِيَاءَهُ مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَوَقَاهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابَ الْهَاوِيَةِ، وَآتَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَسَيُحِلُّهُمْ دَارَ الْمُقَامَةِ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ.
    الْمُهَيْمِنُ الَّذِي شَهِدَ عَلَى الْخَلْقِ بِأَعْمَالِهِمْ وَهُوَ الْقَائِمُ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهُم خَافِيَة.
    الْعَزِيزُ الَّذِي لَا مُغَالِبَ لَهُ وَلَا مَرَامَ لِجَنَابِهِ، الْجَبَّارُ الَّذِي لَهُ مُطْلَقُ الْجَبَرُوتِ وَالْعَظَمَةِ وَهُوَ الَّذِي يَجْبُرُ كُلَّ كَسِيرٍ مِمَّا بِهِ.
    الْمُتَكَبِّرُ الَّذِي لَا يَنْبَغِي الْكِبْرِيَاءُ إِلَّا لَهُ وَلَا يَلِيقُ إِلَّا بِجَنَابِهِ، الْعَظَمَةُ إِزَارُهُ وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَاؤُهُ، فَمَنْ نَازَعَهُ صِفَةً مِنْهَا أَحَلَّ بِهِ الْغَضَبَ وَالْمَقْتَ وَالتَّدْمِيرَ.
    الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لِمَا شَاءَ إِذَا شَاءَ فِي أَيِّ صُورَةٍ شَاءَ مِنْ أَنْوَاعِ التَّصْوِيرِ، (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بصير، خلق السموات وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ). الْغَفَّارُ الَّذِي لَوْ أَتَاهُ الْعَبْدُ بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا لَأَتَاهُ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً. الْقَهَّارُ الَّذِي قَصَمَ بِسُلْطَانِ قَهْرِهِ كُلَّ مَخْلُوقٍ وَقَهَرَهُ.
    الْوَهَّابُ الَّذِي كُلُّ مَوْهُوبٍ وَصَلَ إِلَى خَلْقِهِ فَمِنْ فَيْضِ بِحَارِ جُودِهِ وَفَضْلِهِ وَنَعْمَائِهِ الزَّاخِرَةِ.
    الرَّزَّاقُ الَّذِي لَا تَنْفَدُ خَزَائِنُهُ؛ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ منذ خلق السموات وَالْأَرْضَ مَاذَا نَقَصَ مِنْ فَضْلِهِ يَرْزُقُ كُلَّ ذِي قُوتٍ قُوتَهُ ثُمَّ يُدَبِّرُ ذَلِكَ الْقُوتَ فِي الْأَعْضَاءِ بِحِكْمَتِهِ تَدْبِيرًا مُتْقَنًا مُحْكَمًا، يَرْزُقُ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ كَافِرٍ وَمُسْلِمٍ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَأَهْلًا وَخَدَمًا، وَلَا يَرْزُقُ الْآخِرَةَ إِلَّا أَهْلَ تَوْحِيدِهِ وَطَاعَتِهِ، قَضَى ذَلِكَ قَضَاءً حَتْمًا مُبْرَمًا، وَأَشْرَفُ الْأَرْزَاقِ فِي هَذِهِ الدَّارِ مَا رَزَقَهُ عَبْدَهُ عَلَى أَيْدِي رُسُلِهِ مِنْ أَسْبَابِ النَّجَاةِ مِنَ الْإِيمَانِ وَالْعِلْمِ وَالْعَمَلِ وَالْحِكْمَةِ وَتَبْيِينِ الْهُدَى الْمُسْتَنِيرِ.
    الْفَتَّاحُ الَّذِي يَفْتَحُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ بِمَا يَشَاءُ مِنْ فَضْلِهِ الْعَمِيمِ، يَفْتَحُ عَلَى هَذَا مَالًا وَعَلَى هَذَا مُلْكًا وَعَلَى هَذَا عِلْمًا وَحِكْمَةً، ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ، مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ،
    الْعَلِيمُ الَّذِي أَحَاطَ عِلْمُهُ بِجَمِيعِ الْمَعْلُومَاتِ مِنْ مَاضٍ وَآتٍ ظَاهِرٍ وَكَامِنٍ وَمُتَحَرِّكٍ وَسَاكِنٍ وَجَلِيلٍ وَحَقِيرٍ. عَلِمَ بِسَابِقِ عِلْمِهِ عَدَدَ أَنْفَاسِ خَلْقِهِ وَحَرَكَاتِهِمْ وَسَكَنَاتِهِمْ وَأَعْمَالَهُمْ وَأَرْزَاقَهُمْ وَآجَالَهُمْ وَمَنْ هُوَ مِنْهُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ هُوَ مِنْهُمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ، (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ).مَا مِنْ جَبَلٍ إِلَّا وَيَعْلَمُ مَا فِي وَعْرِهِ، وَلَا بَحْرٍ إِلَّا وَيَدْرِي مَا فِي قَعْرِهِ (وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ، وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ، إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ).
    الْقَابِضُ الْبَاسِطُ فَيَقْبِضُ عَمَّنْ يَشَاءُ رِزْقَهُ فَيَقْدِرُهُ عَلَيْهِ، وَيَبْسُطُهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ فَيُوَسِّعُ عَلَيْهِ، وَكَذَا لَهُ الْقَبْضُ وَالْبَسْطُ فِي أَعْمَالِ عِبَادِهِ وَقُلُوبِهِمْ، كُلُّ ذَلِكَ إِلَيْهِ، إِذْ هُوَ الْمُتَفَرِّدُ بِالْإِحْيَاءِ وَالْإِمَاتَةِ وَالْهِدَايَةِ وَالْإِضْلَالِ وَالْإِيجَادِ وَالْإِعْدَامِ وَأَنْوَاعِ التَّصَرُّفِ وَالتَّدْبِيرِ.
    الْخَافِضُ الرَّافِعُ، الضَّارُّ النَّافِعُ الْمُعْطِي الْمَانِعُ فَلَا رَافِعَ لِمَنْ خَفَضَ وَلَا خَافِضَ لِمَنْ رَفَعَهُ وَلَا نَافِعَ لِمَنْ ضَرَّ وَلَا ضَارَّ لِمَنْ نَفَعَهُ وَلَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَى وَلَا مُعْطِيَ لِمَنْ هُوَ مَانِعٌ، فَلَوِ اجتمع أهل السموات السَّبْعِ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُمَا عَلَى خَفْضِ مَنْ هُوَ رَافِعُهُ أَوْ ضُرِّ مَنْ هُوَ نَافِعُهُ أَوْ إِعْطَاءِ مَنْ هُوَ مَانِعُهُ لَمْ يَكُ ذَلِكَ فِي اسْتِطَاعَتِهِمْ بِوَاقِعٍ. (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
    الْمُعِزُّ الْمُذِلُّ الَّذِي أَعَزَّ أَوْلِيَاءَهُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَأَيَّدَهُمْ بِنَصْرِهِ الْمُبِينِ وَبَرَاهِينِهِ الْقَوِيمَةِ الْمُتَظَاهِرَةِ، وَأَذَلَّ أَعْدَاءَهُ فِي الدَّارَيْنِ وَضَرَبَ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةَ وَالصَّغَارَ وَجَعَلَ عَلَيْهِمُ الدَّائِرَةَ فَمَا لِمَنْ وَالَاهُ وَأَعَزَّهُ مِنْ مُذِلٍّ وَمَا لِمَنْ عَادَاهُ وَأَذَلَّهُ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ.
    السَّمِيعُ الْبَصِيرُ لَا كَسَمْعِ وَلَا كبَصَرِ أَحَدٍ مِنَ الْوَرَى، الْقَائِلُ لِمُوسَى وَهَارُونَ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى، فَمَنْ نَفَى عَنِ اللَّهِ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ أَوْ شَبَّهَ صِفَاتِهِ بِصِفَاتِ خَلْقِهِ فَقَدِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى، لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ.
    الْحَكَمُ الْعَدْلُ فِي قَضَائِهِ وَقَدَرِهِ وَشَرْعِهِ وَأَحْكَامِهِ قَوْلًا وَفِعْلًا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. فَلَا يَحِيفُ فِي حُكْمِهِ وَلَا يَجُورُ، وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ. الَّذِي حَرَّمَ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِهِ وَجَعَلَهُ بَيْنَ عِبَادِهِ مُحَرَّمًا وَوَعَدَ الظَّالِمِينَ الْوَعِيدَ الْأَكِيدَ، وَفِي الْحَدِيثِ "إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ"
    وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ، يَضَعُ الْمُوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا، بَلْ يُحْصِي عَلَيْهِمُ الْخَرْدَلَةَ والذرة والفتيل والقطمير.
    اللَّطِيفُ بِعِبَادِهِ مُعَافَاةً وَإِعَانَةً وَعَفْوًا وَرَحْمَةً وَفَضْلًا وَإِحْسَانًا، وَمِنْ مَعَانِي لُطْفِهِ إِدْرَاكُ أَسْرَارِ الْأُمُورِ حَيْثُ أَحَاطَ بِهَا خِبْرَةً تَفْصِيلًا وَإِجْمَالًا وَسِرًّا وَإِعْلَانًا.
    الْخَبِيرُ بِأَحْوَالِ مَخْلُوقَاتِهِ وَأَقْوَالِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ مَاذَا عَمِلُوا وَكَيْفَ عَمِلُوا وَأَيْنَ عَمِلُوا وَمَتَى عَمِلُوا حَقِيقَةً وَكَيْفِيَّةً وَمَكَانًا وَزَمَانًا، إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أو في السموات أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ.
    الْحَلِيمُ فَلَا يُعَاجِلُ أَهْلَ مَعْصِيَتِهِ بِالْعِقَابِ، بَلْ يُعَافِيهِمْ وَيُمْهِلُهُمْ لِيَتُوبُوا فَيَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ.
    الْعَظِيمُ الَّذِي اتَّصَفَ بِكُلِّ مَعْنًى يُوجِبُ التَّعْظِيمَ وَهَلْ تَنْبَغِي الْعَظَمَةُ إِلَّا لِرَبِّ الْأَرْبَابِ، خَضَعَتْ لِعَظَمَتِهِ وَجَبَرُوتِهِ جَمِيعُ الْعُظَمَاءِ، وَذَلَّ لِعِزَّتِهِ وَكِبْرِيَائِهِ كُلُّ كَبِيرٍ.
    الْغَفُورُ الشَّكُورُ الَّذِي يَغْفِرُ الْكَثِيرَ مِنَ الزَّلَلِ، وَيَقْبَلُ الْيَسِيرَ مِنْ صَالِحِ الْعَمَلِ، فَيُضَاعِفُهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَيُثِيبُ عَلَيْهِ الثَّوَابَ الْجَلَلَ، وَكُلُّ هَذَا لِأَهْلِ التَّوْحِيدِ، أَمَّا الشِّرْكُ فَلَا يَغْفِرُهُ وَلَا يَقْبَلُ مَعَهُ مِنَ الْعَمَلِ مِنْ قَلِيلٍ وَلَا كَثِيرٍ.
    الْعَلِيُّ الَّذِي ثَبَتَ لَهُ كُلُّ مَعَانِي الْعُلُوِّ، عُلُوِّ الشَّأْنِ وَعُلُوِّ الْقَهْرِ وَعُلُوِّ الذَّاتِ، الَّذِي اسْتَوَى عَلَى عَرْشِهِ وَعَلَا عَلَى خَلْقِهِ بَائِنًا مِنْ جَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ.
    الْكَبِيرُ الَّذِي كُلُّ شَيْءٍ دُونَهُ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يوم القيامة والسموات مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ.
    الْحَفِيظُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَلَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ، الَّذِي وسع كرسيه السموات وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا، حَفِظَ أَوْلِيَاءَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَنَجَّاهُمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ خَطِيرٍ.
    الْمُغِيثُ لِجَمِيعِ مَخْلُوقَاتِهِ فَمَا اسْتَغَاثَهُ مَلْهُوفٌ إِلَّا نَجَّاهُ، الْحَسِيبُ الْوَكِيلُ الَّذِي مَا الْتَجَأَ إِلَيْهِ مُخْلِصٌ إِلَّا كَفَاهُ، وَلَا اعْتَصَمَ بِهِ مُؤْمِنٌ إِلَّا حَفِظَهُ وَوَقَاهُ، وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ.
    الْجَلِيلُ الَّذِي جَلَّ عَنْ كُلِّ نَقْصٍ وَاتَّصَفَ بِكُلِّ كَمَالٍ وَجَلَالٍ.
    الْجَمِيلُ الَّذِي لَهُ مُطْلَقُ الْجَمَالِ فِي الذَّاتِ، وَالصِّفَاتِ، وَالْأَسْمَاءِ، وَالْأَفْعَالِ.
    الْكَرِيمُ الَّذِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَ الْخَلْقِ وَآخِرَهُمْ وَإِنْسَهُمْ وَجِنَّهُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُوهُ فَأَعْطَى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدَهُ إِلَّا كَمَا يُنْقِصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ، كَمَا رَوَى عَنْهُ نَبِيُّهُ الْمُصْطَفَى الْمِفْضَالُ، وَمِنْ كَرَمِهِ أَنْ يُقَابِلَ الْإِسَاءَةَ بِالْإِحْسَانِ وَالذَّنْبَ بِالْغُفْرَانِ وَيَقْبَلَ التَّوْبَةَ وَيَعْفُوَ عَنِ التَّقْصِيرِ.
    الرَّقِيبُ عَلَى عِبَادِهِ بِأَعْمَالِهِمُ، الْعَلِيمُ بِأَقْوَالِهِمْ وَأَفْعَالِهِمُ، الْكَفِيلُ بِأَرْزَاقِهِمْ وَآجَالِهِمْ وَإِنْشَائِهِمْ وَمَآلِهِمُ، الْمُجِيبُ لِدُعَائِهِمْ وَسُؤَالِهِمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ.
    الْوَاسِعُ الَّذِي وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا، وَوَسِعَ خَلْقَهُ بِرِزْقِهِ وَنِعْمَتِهِ وَعَفْوِهِ وَرَحْمَتِهِ كَرَمًا وَحِلْمًا، يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا، لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ.
    الْحَكِيمُ فِي خَلْقِهِ وَتَدْبِيرِهِ إِحْكَامًا وَإِتْقَانًا، وَالْحَكِيمُ فِي شَرْعِهِ وَقَدَرِهِ عَدْلًا وَإِحْسَانًا، وَلَهُ الْحِكْمَةُ الْبَالِغَةُ وَالْحُجَّةُ الدَّامِغَةُ، وَمَنْ أَكْبَرُ مِنَ اللَّهِ شَهَادَةً وَأَوْضَحُ دَلِيلًا وَأَقْوَمُ بُرْهَانًا.
    فَهُوَ الْعَدْلُ وَحُكْمُهُ عَدْلٌ وَشَرْعُهُ عَدْلٌ وَقَضَاؤُهُ عَدْلٌ، فَلَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
    الْوَدُودُ الَّذِي يُحِبُّ أَوْلِيَاءَهُ وَيُحِبُّونَهُ كَمَا أَخْبَرَ عَنْ نَفْسِهِ فِي مُحْكَمِ الْآيَاتِ.
    الْمُجِيبُ لِدَعْوَةِ الدَّاعِي إِذَا دَعَاهُ فِي أَيِّ مَكَانٍ كَانَ وَفِي أَيِّ وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ، فَلَا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ وَلَا تَخْتَلِفُ عَلَيْهِ الْمَطَالِبُ وَلَا تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الْأَصْوَاتُ، فَيَكْشِفُ الْغَمَّ وَيُذْهِبُ الْهَمَّ وَيُفَرِّجُ الْكَرْبَ وَيَسْتُرُ الْعَيْبَ وَهُوَ السِّتِّيرُ.
    الْمَجِيدُ الَّذِي هُوَ أَهْلُ الثَّنَاءِ كَمَا مَجَّدَ نَفْسَهُ وَهُوَ الْمُمَجَّدُ عَلَى اخْتِلَافِ الْأَلْسُنِ وَتَبَايُنِ اللُّغَاتِ بِأَنْوَاعِ التَّمْجِيدِ.
    الْبَاعِثُ الَّذِي بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ الْفَعَّالُ لِمَا يُرِيدُ.
    الشَّهِيدُ الَّذِي هُوَ أَكْبَرُ كُلِّ شَيْءٍ شَهَادَةً وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا، أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ.
    هُوَ الْحَقُّ وَقَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ.
    الْقَوِيُّ الْمَتِينُ الَّذِي لَمْ يَقُمْ لِقُوَّتِهِ شَيْءٌ وَهُوَ الشَّدِيدُ الْمِحَالِ.
    الْوَلِيُّ لِلْمُؤْمِنِينَ فَلَا غَالِبَ لِمَنْ تَوَلَّاهُ وَإِذَا أَرَادَ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ.
    الْحَمِيدُ الَّذِي ثَبَتَ لَهُ جَمِيعُ أَنْوَاعِ الْمَحَامِدِ وَهَلْ يَثْبُتُ الْحَمْدُ إِلَّا لِذِي الْعِزَّةِ وَالْجَلَالِ، فَلَهُ الْحَمْدُ كَمَا يَقُولُ وَخَيْرًا مِمَّا نَقُولُ لَا نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْهِ هُوَ كَمَا أَثْنَى عَلَى نَفْسِهِ وَكَيْفَ يُحْصِي الْعَبْدُ الضَّعِيفُ ثَنَاءً عَلَى الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ. الْمُحْصِي الَّذِي أَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا وَهُوَ الْقَائِلُ: {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}.
    الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ الَّذِي قَالَ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}.
    الْمُحْيِي الْمُمِيتُ الَّذِي انْفَرَدَ بِالْإِحْيَاءِ وَالْإِمَاتَةِ فَلَوِ اجْتَمَعَ الْخَلْقُ عَلَى إِمَاتَةِ نَفْسٍ هُوَ مُحْيِيهَا أَوْ إِحْيَاءِ نَفْسٍ هُوَ مُمِيتُهَا لَمْ يَكُ ذَلِكَ مُمْكِنًا وَهَلْ يَقْدِرُ الْمَخْلُوقُ الضَّعِيفُ عَلَى دَفْعِ إِرَادَةِ الْخَالِقِ الْعَلَّامِ.
    الْحَيُّ الدَّائِمُ الْبَاقِي الَّذِي لَا يَمُوتُ وَكُلُّ مَا سِوَاهُ زَائِلٌ كَمَا قَالَ: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}
    الْقَيُّومُ الَّذِي قَامَ بِنَفْسِهِ وَلَا قِوَامَ لِخَلْقِهِ إِلَّا بِهِ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ.
    الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الَّذِي لَا شَرِيكَ لَهُ فِي إِلَهِيَّتِهِ وَرُبُوبِيَّتِهِ وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَمَلَكُوتِهِ وَجَبَرُوتِهِ وَعَظَمَتِهِ وَكِبْرِيَائِهِ وَجَلَالِهِ لَا ضِدَّ لَهُ وَلَا نِدَّ وَلَا شَبِيهَ وَلَا كُفُؤَ وَلَا عَدِيلَ.
    الصَّمَدُ الَّذِي يَصْمُدُ إِلَيْهِ جَمِيعُ الْخَلَائِقِ فِي حَوَائِجِهِمْ وَمَسَائِلِهِمْ فَهُوَ الْمَقْصُودُ إِلَيْهِ فِي الرَّغَائِبِ الْمُسْتَغَاثُ بِهِ عِنْدَ الْمَصَائِبِ فَإِلَيْهِ مُنْتَهَى الطَّلَبَاتِ وَمِنْهُ يُسْأَلُ قَضَاءُ الْحَاجَاتِ وَهُوَ الَّذِي لَا تَعْتَرِيهِ الْآفَاتُ، فَهُوَ السَّيِّدُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي سُؤْدُدِهِ وَالْعَظِيمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي عَظْمَتِهِ وَالْحَلِيمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي حِلْمِهِ وَالْعَلِيمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي عِلْمِهِ وَالْحَكِيمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي حِكْمَتِهِ وَهُوَ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي صِفَاتِ الْكَمَالِ.
    الْمُقَدِّمُ الْمُؤَخِّرُ بِقُدْرَتِهِ الشَّامِلَةِ وَمَشِيئَتِهِ النَّافِذَةِ عَلَى وَفْقِ مَا قَدَّرَهُ وَسَبَقَ بِهِ عِلْمُهُ وَتَمَّتْ بِهِ كَلِمَتُهُ بِلَا تَبْدِيلٍ وَلَا تَغْيِيرٍ.
    الْأَوَّلُ بلا بداية فَلَيْسَ قَبْلَهُ شَيْءٌ، وَالْآخِرُ بلا نهاية؛ فَلَيْسَ بَعْدَهُ شَيْءٌ، وَالظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَهُ شَيْءٌ وَالْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَهُ شَيْءٌ.
    الْوَالِي ؛المتولى أمور خلقه بالتدبير والقدرة والفعل ،المالك للأشياء، المتكفل بها،القائم عليها بالإبقاء،والمتفرد بتدبيرها،المتصرف بمشيئته فيها ، ويجرى عليهل حكمه ، فلا والى للأمور سواه ، فَلَا مُنَازِعَ لَهُ وَلَا مُضَادَّ.
    الْمُتَعَالِي عَنِ الشُّرَكَاءِ وَالْوُزَرَاءِ وَالنُّظَرَاءِ وَالْأَنْدَادِ.
    الْبَرُّ وَصْفًا وَفِعْلًا وَمِنْ بِرِّهِ الْمَنُّ عَلَى أَوْلِيَائِهِ بِإِنْجَائِهِمْ مِنْ عَذَابِهِ كَمَا وَعَدَهُمْ عَلَى أَلْسِنَةِ رُسُلِهِ أَنَّهُ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ.
    التَّوَّابُ الَّذِي يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ التَّوْبَةَ فَيَتُوبُ عَلَيْهِ وَيُنْجِيهِ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ.
    الْمُنْتَقِمُ الَّذِي لَمْ يَقُمْ لِغَضَبِهِ شَيْءٌ وَهُوَ الشَّدِيدُ الْعِقَابِ وَالْبَطْشِ وَالِانْتِقَامِ.
    الْعَفُوُّ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ عَنِ الذُّنُوبِ وَالْآثَامِ.
    الرَّءُوفُ بِالْمُؤْمِنِينَ وَمِنْ رَأْفَتِهِ بِهِمْ أَنْ نَزَّلَ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَهُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْكُفْرِ إِلَى نُورِ الْإِسْلَامِ وَمِنْ رَأْفَتِهِ بِهِمْ أَنِ اشْتَرَى مِنْهُمْ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ مَعَ كَوْنِ الْجَمِيعِ مِلْكَهُ.
    مَالِكُ الْمُلْكِ يُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ يَشَاءُ وَيَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ يَشَاءُ وَيُعِزُّ مَنْ يَشَاءُ وَيُذِلُّ من يشاء. ذي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ وَالْعِزَّةِ وَالْبَقَاءِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْجَبَرُوتِ وَالْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِيَاءِ. الْمُقْسِطُ الَّذِي أَرْسَلَ رُسُلَهُ بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ .
    الْغَنِيُّ الْمُغْنِي فَلَا يَحْتَاجُ إِلَى شَيْءٍ وَلَا تَزِيدُ فِي مِلْكِهِ طَاعَةُ الطَّائِعِينَ وَلَا تَنْقُصُهُ مَعْصِيَةُ الْعَاصِينَ مِنَ الْعِبَادِ وَكُلُّ خَلْقِهِ مُفْتَقِرُونَ إِلَيْهِ لَا غِنَى بِهِمْ عَنْ بَابِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ وَهُوَ الْكَفِيلُ بِهِمْ رِعَايَةً وَكِفَايَةً.
    وَهُوَ الْكَرِيمُ الْجَوَادُ وَبِجُودِهِ عَمَّ جَمِيعَ الْأَنَامِ مِنْ طَائِعٍ وَعَاصٍ وَقَوِيٍّ وَضَعِيفٍ وَشَكُورٍ وَكَفُورٍ وَمَأْمُورٍ وأمير.

    *كان ضيغم بن مالك كلما ذُكر الله أمامه يبكي بشدة وينوح، فقالت له أمه: يا ضيغم، أكلما ذُكر الله أمامك بكيت؟ يا ضيغم، فكيف إذا أقبل الله عليك بوجهه يوم القيامة؟ فسقط مغشيًّا عليه.
    وقال عبدالواحد بن زيد : [يا إخوتاه، ألا تبكون شوقًا إلى الله؟ ألا إنه من بكى شوقًا إلى سيده، لم يحرمه النظر إليه].

    *ما الفرق بيننا وبين أصحاب رسول الله؟
    هناك ثابت وحيد ألا وهو أن أفئدة أصحاب رسول الله كانت فياضة بحب الله وحب رسوله، أما أفئدتنا ففياضة في أكثر الأحيان بحب الدنيا وأهلها وشهواتها وأهوائها.
    * قلوبهم كانت أوعية لحب الله ومن ثم لحب رسول الله، أما قلوبنا فغدت في اكثر الأحيان أوعية لمحبة الدنيا، لمحبة الشهوات والأهواء، لحب العصبية، لحب الذات، وغير ذلك من المحاب.
    * وكذلك من الفروق الجوهرية بـيننا وبين الـصحابه أنهم أرادوا الجنة بالعمل ونحن نريدها بالتمني . وقد قال الله تعالىSad ليس بأمانيكم ولا أمانى أهل الكتاب).
    * الفرق بيننا وبينهم يتمثل في انهم كانوا يرون حياتهم فرصة ثمينة ليعبدوا الله تعالى ، بينما نحن نرى حياتنا فرصة لقضاء الشهوات، وتحصيل الرغبات الفانية.
    هذه الحياة بالنسبة لهم فرصة وهبت لهم حتى يقتنصوا كل لحظة فيها ليتقربوا من الله تعالى ولم يكن شيئٌ ليوقفهم لا حروب، ولا اغراءات ،ولاشهوات،ولا اموال ،ولا شئ على الأطلاق كان يثنيهم عن هدفهم الواضح والمحدد الا وهو اخلاص العبادة لله تعالى، على أكمل هيئة وحقيقة ممكنة.
    - بذل كل واحد منهم أقصى مافى جعبته دون كلل أو ملل أو كسل أو بخل أو شح أو أشر أو بطر.
    * هل نستطيع أن نتصور مجرد تصور أن الصحابة كانوا يعملون ويكسبون المال من أجل أن يتصدقوا !
    وهل نستحضر أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يحثهم على العمل لكى يتصدقوا !
    ففى البخارى من حديث أبى موسى الأشعرى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" على كل مسلم صدقة" فقالوا: يا نبي الله، فمن لم يجد ؟قال" يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق" .قالوا: فإن لم يجد؟ قال:"يعين ذا الحاجة الملهوف".
    *وقعن إسحاقَ بن سعد بن أبي وقَّاص، قال: حدَّثَني أبي أنَّ عبدالله بن جحش، قال يوم أُحد: ألاَ تأتي ندْعو الله تعالى، فخلوا في ناحية فدعَا عبد الله بن جحش فقال :{اللهم ارزقني غدًا رجلاً شديدًا بأسُه، شديدًا حَرَدُه، فأُقاتله ويُقاتلني، ثم يأخذني فيَجدع (يقطع) أنْفِي وأُذني، فإذا لقيتُك غدًا قلتَ لي: يا عبدالله فيمَ جُدِع أنفك وأذناك؟ فأقول: فيك وفي رسولك، فتقول: صدقت، قال سعدٌ؛فلقد رأيتُه آخِر النهار وإنَّ أنفه وأذنه لمعلَّقتان في خيط!}.
    -ويوم أحد أيضا قتل زوج امرأة وأبوها وابنها وأخوها فقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم:{ ماأبالى يا رسول الله إذا سلمتَ من عطب}.
    هذا هو معنى حبِّ اللهِ ، وحبِّ رسولِه.
    وهذه هى خطة الإصلاح الرشيد بإحياء وإشعال هذا الحب الذى يبعث على العمل الصادق المثمر لمصالح الدنيا والآخرة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 6:35 pm